قد يختلف أو يتفق بعض الجزائريين باختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية مع السيد #رئيس_الجمهورية في سياسته أو برنامجه أو فريق عمله او نوعية بعض وزرائه ، لكن لا يختلف اثنان في اعتقادي المتواضع أن هنالك جهودا مقدرة ماراطونية يقوم بها الرجل في مجال جلب الاستثمارت الأجنبية النافعة لاقتصاد البلد ، كنت شاهدا واقفا أمام مدخل فندق الشيراتون بالدوحة والوفود تصل وتغادر تباعا في لقاءات عمل ماراطونية عقدها بمقر إقامته لدى زيارته قطر ، كنت شاهدا على تنافس جميل بين رجال الأعمال القطريين على ملاقاته بعدما قلص بروتوكول الرئاسة عدد الضيوف لدواع تتعلق بالجائحة ، ولي من الدوائر الرسمية والخاصة التي أطلعتني على بعض المستهدفات الاقتصادية في زيارات السيد الرئيس خاصة في قطر وتركيا و عديد الدعوات التي وجهت لشركات بعينها في قطاعات محددة تريدها القيادة الجزائرية ولكن ؟
هل يعقل أن يبذل رئيس البلاد جهدا جهيدا في إقناع المستثمرين وإعطائهم الضمانات ومناقشتهم والحديث إليهم ثم :
لا ترد وزارات على طلبات استثمار أجنبية !
لاتوفر وزارات ولا هيئات رسمية بموظفيها وأرمادة مدرائها وصفحاتها ومواقعها الالكترونية أدنى احصاءات وأرقام تسهل دراسات الجدوى وتسمح بأخذ القرارات الاقتصادية المناسبة وأغلبها لايزال ينشر بلاحياء على موقع وزارته اراقاما تعود لسنة 2009
لا يمكن جلب مستثمرين وسفارات عديدة لا تمنح تأشيرات رغم وجود دعوات رسمية من نظرائهم الجزائريين ، بل بعضهم لديه دعوات من جهات حكومية حتى ،!!
وبعض السفارات ضيعت جوازات سفر الناس وندّمتهم على اليوم اللي فكروا فيه يزورو الجزائر و يستثمروا فيها ؟يقول أحدهم
لا يمكن جلب استثمارات مع نوعية من الموظفين غير المؤهلين ، لا يوفرون معلومة ولا يفرّحوا في تجاوب ولا يحسنون الابتسامة حتى ؟
لا يمكن جلب مستثمرين وعديد القطاعات لا تستطيع ان تعرّف بمقومات قطاعاتها، معطياته المتدخلون فيه أولوياته ، وزراء لا يعرفون أبسط أرقام عن قطاعاتهم ، وزارات لا تحسن حتى صياغة محتوى محترم جاذب بتصميم جيد ولغة سليمة !
شاهدت بالسنغال عروضا لشركة وطنية وشركات خاصة تتبجح برقم أعمالها بالدينار الجزائر (يعني أنت حول وحدك ) ومحتوى بلغة ركيكة منافية لأبسط أدبيات وابجديات العروض الاقتصادية؟
رأيت موفدين لوزارات جزائرية ببطاقة تعريف (كارت دوفيزيت ) بالفرنسية وعليه إيميل ياهو .آف آر !!
يقول لي مستثمر كيف أثق في موظف حكومي يمثل وزارة وماعندوش ايميل على موقع الوزارة ، معقولة أراسله على بريده الشخصي ؟ بطاقة تواصل فارغة في الوجه الثاني معدة للرسم ربما ؟
لايمكن جلب استثمارات و لا يزال المستثمرون تائهين بين أرقام غير موجودة وجهات لا ترد على مراسلات رسمية ، لاترد على هاتف لا على ايميل لا على سفراء الجزائر أنفسهم الذين وقعوا تحت حرج مطالبة شركات دولية بمتابعة مراسلاتهم لوزارت بالجزائر ،،،سفراء أنفسهم يشتكون أن وزراء لا يردون عليهم لا هاتفيا ولا كتابيا ؟
يجب أن يبلغ المخلصون الرجل الأول في البلاد أن من يقومون بهذه التصرفات يخونونه سياسيا واخلاقيا ومهنيا ، لا يحترمون جهده ولا عمره ولا مقامه ، يسيؤون لصورة البلد ، يسيؤون لجهوده وسفراته المكوكية المتتالية ، يسيؤون لمصداقية تصريحاته و مصداقية البلد نفسه ؟
ولنتذكر قاعدة في التسويق وعالم المال والأعمال :الانطباع الأول هو الانطباع الأخير
فمن تهينه بعدم الرد أو سوء استقبال سينطبع ذلك في مخياله ولو استقبلته لاحقا على بساط من حرير !
إن ملف الاستثمار في البلد بحاجة الى جهة محددة تحترم نفسها وتحترم البلد وصورته بين الأجناس على الأقل بالتواصل مع الجهات صاحبة طلبات الاستثمار الواردة من شركات طلبتها القيادة الجزائرية بالإسم !
إننا بهذه العقلية لا نجلب إلا أشباه مستثمرين أو أدعياء بزنس أو شركات مفلسة كما حصل مع محطات تحلية المياه التي أرسيت على شركات تبين لاحقا أنها واجهات لتبيض أموال مافيا ايطالية وروسية و لبنانية وسنغافورية وغيرها بشهادة السيد الرئيس في إحدى تصريحاته!
وقد تعطلت محطات كثيرة ودخل البلد في مرحلة ما في عطش ونحن الآن نقاضي معظم هذه الشركات في المحاكم الدولية !ومشكل التزود بالمياه لا زال مطروحا حتى في قلب العاصمة الجزائر
إن غياب المتخصصين الفاعلين الشجعان الوطنيين الغيورين على اقتصاد البلد والمهتمين بتدوير عجلة التنمية فيه وخلق الوظائف لآلاف الشباب العاطلين ، سيجعل من كل الجهود والزيارات واللقاءات محطات عابرة تضيف لرصيد البلاد صورا وفيديوهات تراكمها في الألبوم ثم نحكيها بالقول كان يا مكان ،،،،
“رئيس بلد سافر مشارق الارض ومغاربها ليقنع الناس بالاستثمار في بلد قارة مذهل عجيب ثري فوق الارض وتحتها ، ولكن صدف أن له بعضا من محيطه خائنا غير وطني متآمر على مصالح الوطن العليا ”
عيب وعار كبير جدا تقاعس عديد الوزارات والهيئات وبعض السفارات في التعامل الجيد مع طلبات الاستثمار والمستثمرين
